للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: ١٠١].

(كيف) استفهامية، لكن تحتمل وجهين:

الوجه الأول: الاستبعاد.

الوجه الثاني: التعجب.

فإذا نظرنا إلى حالهم أنهم تتلي عليهم آيات الله وفيهم رسوله، قلنا: إن ارتدادهم بعيد عن أن يرتدُّوا على أدبارهم وهم يتلى عليهم كتاب الله وفيهم رسوله، {تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} يُشاهدون النبي - صلى الله عليه وسلم -، مساءً وصباحًا، ويسمعون الآيات التي تُنزَّل عليه، فردَّتهم بعيدة، ولهذا لم تكن الردة إلا بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام. والردَّة في حياته قليلة جدًّا.

والوجه الثاني: أن تكون للتعجب، فيكون هذا تعجبًا من حال من يمكن أن يرتد، فإن الذي يرتد وتُتلى عليه آيات الله وفيه رسوله، لا شك أن حاله عجيبة؛ لأن الإنسان لو ارتد وهو لم يُشاهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسمع الآيات تنزل يومًا فيومًا، لكان له شيءٌ من العذر ولكن في الحال التي يسمع فيها آيات الله، ويُشاهد فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ليس له عذر إطلاقًا، فيكون الاستفهام للتعجب. يعني: ما أعجب حالكم لو كفرتم.

إذن يكون في الآية على الوجهين تأييس للذين أوتوا الكتاب أن ينالوا مرادهم من المؤمنين بمحاولة ردتهم.

على الاسبعاد يعني: مهما حاولوا لا يمكن. وعلى الوجه الثاني: يكون توبيخًا لمن حاولوا يرتدوا كيف تفعلون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله؟

<<  <  ج: ص:  >  >>