للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:

(هم) مبتدأ وليست ضمير فصل بل لها محل من الإعراب، و {خَالِدُونَ} خبر المبتدأ و (فيها) جار ومجرور متعلق بـ (خالدون) أي ماكثون، وقد دلَّت الآيات على أن هذا الخلود مؤبَّد. فذكر الله التأبيد في عدة آيات من كتابه، فالخلود خلود أبدي.

وقوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ}:

{تِلْكَ} المشار إليه ما سبق من الآيات التي ذكر الله سبحانه وتعالى، ويحتمل أن يكون المراد بها كل القرآن، وربما يُرشَّح هذا، أي يُقوى بالإشارة حيث جاءت بصيغة البعد، فتكون الإشارة هنا شاملة لجميع القرآن.

وقوله: {آيَاتُ اللَّهِ} أي: العلامات الدالة على الله عزّ وجل على وجوده وعلى ما تضمنته من الأسماء والصفات والأفعال، وهنا المراد بالآيات الآيات الشرعية.

وقوله: {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ} أي: نقرؤها عليك، وهل المراد أن الله تعالى يقرؤها على النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة أو بواسطة جبريل؟ بواسطة جبريل وربما يقع الأول أيضًا، ربما يُلقى في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلقاءً، ولكن الثاني هو الأكثر، بل قد يكون بالنسبة للقرآن هو المتعين؛ لأن الله تعالى يقول: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤)} [الشعراء: ١٩٢ - ١٩٤] وظاهر الآية أن جميع القرآن نزل به جبريل، وعلى هذا فتكون إضافة التلاوة إلى الله في هذه الآية يراد بها تلاوة جبريل، ونُسِبَت إلى الله تعالى لأن جبريل أُرسل بها من عنده، وهذا كقوله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ

<<  <  ج: ص:  >  >>