وقوله:{تُعَلِّمُونَ} أعم، لأنه لن يعلِّم إلا من عَلِم. ولكن مع ذلك نقول: إن القراءتين كل واحدة منهما تدل على معنى لازم للآخر، فيكون المعنى بما كنتم تعلِّمون وتعلَمون.
وقوله:{الْكِتَابَ} هذا مفعول أول على التشديد، أي: تعلِّمون، لكنه مفعول واحد وحذف المفعول الثاني أي بما كنتم تعلمون الناسَ الكتابَ. وأما على قراءة (تعلمون) فالكتاب مفعول واحد فقط ولا تتعدى إلى مفعولين.
وقوله:{الْكِتَابَ} المراد بالكتاب الجنس، يشمل التوراة والإنجيل والبعض منها والكل.
{وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}:
أي: بما كنتم تقرأون أنتم، بما كنتم تعلمون وتدرسون تقرأونه، فيكون عندكم للكتاب علم لفظي وعلم معنوي. فالعلم اللفظي يكون بالدراسة، والمعنوي يكون بالعلم والتعليم، وقوله:{وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}، نقول فيها ما قلنا فيما سبقها بأن الباء للسببية و"ما" مصدرية.
* * *
• ثم قال الله تعالى:{وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[آل عمران: ٨٠].
قوله:{وَلَا يَأْمُرَكُمْ}:
فيها قراءتان: قراءة (ولا يأمرْكم) وقراة ولا (يأمرَكم)، أما عن قراءة النصب (ولا يأمرَكم) فهي معطوفة قوله: (ثم يقولَ للناس) يعني وما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يأمركم أن تتخذوا الملائكة .. فتكون معطوفة على قوله: (ثم