يقول للناس). وأما على قراءة التسكين فإن الفتحة تقدر عليها؛ لأن التسكين هنا ليس تسكين إعراب ولكنه تسكين تخفيف، تخفيف اللفظ؛ لأن قول القائل:(ولا يأمرْكم) أخف من قوله: (ولا يأمرَكم) ولهذا نقول هو منصوب على القراءتين لكنه منصوب على قراءة الفتح بالفتحة على الأصل، ومنصوب على قراءة التسكين بفتحة مقدرة على آخره، وسكن للتخفيف.
يعني وما كان له أن يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا، كما أنه لا يقول لكم: كونوا عبادًا لي، فإن هذا مستحيل غاية الاستحالة أن يمنَّ الله على شخص بالكتاب والحكمة، ثم يأمر الناس بعبادته أو يقول: اعبدوا الملائكة والنبيين واتخذوهم أربابًا. هذا شيء مستحيل.
وقوله:{الْمَلَائِكَةَ} الملائكة جمع ملك، وأصله: مألك من الألوكة، وهي الرسالة، فصار قلب على وجه الإعلال الصرفي إلى ملأك، فزحزحت الهمزة إلى مكان اللام، وقدمت اللام إلى مكان الهمزة. وأصل الألوكة الرسالة؛ ولهذا قال الله تعالى:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا}[فاطر: ١].
والملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله عزّ وجل من نور، لا يأكلون، ولا يشربون، ولا يتناسلون، وإنما هم عباد لله مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ولهم أعمال وأوصاف.
ثم قال:{وَالنَّبِيِّينَ} فيها قراءة (والنبيئين) على تحقيق الهمزة.
{أَرْبَابًا} جمع ربٍّ يعني أربابًا تعبد من دون الله، وتقصد