للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن فوائد قوله تعالى: {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}:

١ - أن الصبر والتقوى سببان للنصر؛ لقوله: {إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} أي تصبروا على الأوامر وتتقوا المحارم.

٢ - أن الله تعالى زادهم على ما بشّرهم به الرسول عليه الصلاة والسلام ألفين إذا صبروا واتقوا.

٣ - أن هؤلاء الملائكة الذين يمدون بهم لو صبروا واتقوا مُسَوِّمِين أو مُسَوَّمين على قراءتين، فمُسَوَّمين قد جعل فيها علامة تختص بهم كما سبق. ومُسَوِّمين أي هم جعلوا علامة على ما جعل لهم من الخيول على حسب ما جاءت به الروايات.

٤ - أن من نعمة الله على العبد أن يكون الذي يتولاه الملائكة؛ لأن الملائكة تثبت على الخير بخلاف الشياطين فإنها تثبت على الشر، ويتفرع على هذه الفائدة أنه إذا امتنعت الملائكة عن بيت فإنه نوع من العقوبة كما في قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة" (١).

* * *

• ثم قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: ١٢٦]:

{جَعَلَهُ} قيل في الضمير: إنه يعود إلى الإمداد أو إلى


(١) رواه البخاري، كتاب اللباس، باب من كره القعود على الصورة، رقم (٥٩٥٧). ورواه مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، رقم (٢١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>