• ثم قال تعالى:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}[آل عمران: ١٢].
هذه الآية مصدرة بـ {قُلْ} تدل على أن الله أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بإبلاغها إلى الكفار، فيدل على أهميته، وأنه أمر أن يبلغه أمرًا خاصًا، مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أُمر أن يبلغ القرآن كله، لكن هذا يدل على أنَّه معتنى به، مثل قوله تعالى:{قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ}[إبراهيم: ٣١]، {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور: ٣٠]، والخطاب هنا للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
واعلم أن الخطاب الموجه للنبي - صلى الله عليه وسلم - تارة يكون شاملًا له وللأمة بالنص المقترن بذلك الخطاب، وتارة يكون خاصًا به، وتارة يكون عامًا له وللأمة بمقتضى كونه إمامًا للأمة. يعني ليس في الخطاب ما يدل على العموم، لكن باعتبار أنَّه إمام الأمة يكون الخطاب له، وحكمُه يشمله ويشمل الأمة.
مثال الأول: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}[الطلاق: ١]، فقال:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} ثم قال: {إِذَا طَلَّقْتُمُ} ولم يقل إذا طلقت، فدلَّ هذا على أن هذا الخطاب موجه له ولأمته.