للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه يوجد ملك من الملوك الذي لا أحد ينابذه فيما يتكلم به ويكون عنده من الرحمة الشيء العظيم.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان عموم ملك الله سبحانه وتعالى؛ لقوله: {مَا فِي السَّمَاوَاتِ} (وما) من صيغ العموم كما هو معروف.

٢ - انفراد الله بذلك لتقديم الخبر، والخبر حقه التأخير، ومن طرق الحصر تقديم ما حقه التأخير.

٣ - إثبات تعدد السموات، وقد بيَّن الله سبحانه في كتابه أنها سبع سموات، وأما الأرض فذكرت بصيغة الإفراد والمراد الجنس فيشمل جميع الأرضين، وقد بينت السنة أنها سبع.

٤ - إثبات المغفرة لله؛ لقوله: {يَغْفِرُ} وإثبات التعذيب لقوله: {وَيُعَذِّبُ} ويتفرع لهاتين الفائدتين إثبات تمام سلطانه في ملكه، وأن الأمر له في التعذيب والمغفرة.

٥ - إثبات المشيئة لقوله: {لِمَنْ يَشَاءُ} وقوله: {مَنْ يَشَاءُ} والمشيئة تأتي كثيرًا في القرآن الكريم ولكنها مقرونة بالحكمة أي من اقتضت الحكمة أن المغفرة له، ومن اقتضت الحكمة أن يعذب.

٦ - إثبات الاسمين الكريمين من أسماء الله وهما (الغفور الرحيم) وإثبات ما تضمناه من صفة وهي المغفرة والرحمة.

٧ - إثبات الحكم المترتب على ذلك وهو ما يعرف عند بعض العلماء بالأثر وهو أنه يغفر ويرحم، والقاعدة في أسماء الله أنه إذا كان الاسم متعديًا فإن الإيمان به يتضمن ثلاثة أمور: الإيمان بكونه اسم من أسماء الله، وبما دلَّ عليه من صفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>