للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجنة قتات) (١) أي: نمام.

فالجواب: أن نقول: إن النفي يراد به بيان كمال الله في الصدق والقدرة، فإن عفوه عمن استحق العقاب لا يعد إخلافًا للوعد لأنه قادر، ولكنه كمال فوق كمال، فإن العفو عن الانتقام مع القدرة كمال، قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: ١٤٩].

* * *

• قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: ١٩٥]:

استجاب بمعنى أجاب كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الشورى: ٣٨].

وقوله: {رَبُّهُم} ولم يقل (الله) لأنهم كانوا يدعون بقولهم: (ربنا) فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبية الله تنقسم إلى قسمين: عامة وخاصة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى: {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (١٢١) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [الأعراف: ١٢١ - ١٢٢].

ومقتضى الربوبية العامة مطلق التصرف، ومقتضى الربوبية


(١) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب ما يكره من النميمة، رقم (٦٠٥٦). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم النميمة، رقم (١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>