للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال الله عزّ وجل: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: ١٦١]:

القراءات: يقول: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ} فيها قراءة أخرى (لنبيءٍ) بالهمز (أن يَغُل) فيها قراءة (يُغَل)، والفرق بين القراءتين في (نبي) و (نبيء) أن قراءة (لنبيء) على وزن فعِيل من (النبأ) بالهمزة، وهل هو بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول، أو بمعناهما جميعًا؟ الجواب: يشملهما، فإن (النبيء) فَعِيل بمعنى فاعل، لأنه منبِّئ وفَعِيل بمعنى مفعول، لأنه مُنبأ. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مُنبَّأ، مُنبِّئ. . أما على قراءة (لنبي) بالياء، فقيل: إنه مسهَّل وأن أصله (لنبيء) فسُهِّلت الهمزة إلى ياء، وقيل: بل هو مشتق من (النَبْوَة) وهي الارتفاع، وعلى هذا يكون (لنبي) أصله (لنبيو) لكن لعلَّةٍ تصريفية صارت الواو ياء، فالقاعدة فى هذا أن تُجعل الواو ياء، وذلك أنه إذا اجتمعت الواو والياء في كلمة، وسُبقت إحداهما بالسكون قُلبت الواو ياء، إذا قلنا: (لنبيو) فقد اجتمعت الواو والياء في كلمة وسُبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، فصار (لنبيٍ)، هل يمكن أن نقول على هذه القراءة: إنه مُشتق من الوجهين، من النبأ ومن النبوة؟ الجواب: يمكن ذلك بناءً على ما سبق من أن الكلمة فِي القرآن إذا احتملت معنيين لا يتنافيان تحمل عليهما جميعًا؛ لأن معاني القرآن واسعة.

أما قوله: (أَنْ يَغُل) ففيها قراءة: (أن يُغَل)، والفرق بينهما ظاهر. (أَنْ يَغُل) مبنية للفاعل، و (أن يُغَل) مبنية للمفعول، أما على وجه (أن يَغُل) فالمعنى أن الله نفى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يغل،

<<  <  ج: ص:  >  >>