للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون متضمنًا لصفة بدون استثناء، وليس كل صفة مستلزمة لاسم. قد يوصف الله بالشيء ولا يسمى بما دلت عليه هذه الصفة. ولهذا نقول: الصفات أوسع من الأسماء، أوسع لأن كل اسم متضمن لصفة، ولا عكس.

٤ - الثناء على المصلحين. ويستلزم الإصلاح أن يكون المصلح صالحًا. هذا هو الأصل: أن كل مصلح فهو صالح. وقد يكون المصلح غير صالح. فإن من الناس مثلًا من ينهى عن المنكر وهو يفعله، ويأمر بالمعروف وهو لا يفعله، لكن الغالب أن المصلح حقًّا يكون صالحًا؛ لأنه لا يمكن أن يسعى لإصلاح غيره وهو مضيع لإصلاح نفسه.

* * *

• ثم قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} [آل عمران: ٩٠].

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} وهؤلاء المرتدون، لأنهم آمنوا أولًا ثم كفروا.

{ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا} يعني أنهم صاروا والعياذ بالله ينحدرون في دركات الكفر.

{لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} إذا تابوا قبل الموت عند حضور الأجل. فإن توبتهم لن تقبل لقول الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} [النساء: ١٨]. إذن يكون قوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} إذا حضرهم الموت، أما إذا تابوا من قبل فقد سبق أنهم إذا تابوا وأصلحوا فإن الله غفور رحيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>