للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - أن هذا الألم ألم بدني، وألم نفسي؛ لأنهم مع العذاب الشديد العظيم على البدن يعذبون عذابًا نفسيًا، وذلك بالتوبيخ والإهانة.

٦ - أن هؤلاء الكفار الذين ماتوا على الكفر لن يجدوا أحدًا ينصرهم، حتى آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، تلقى في نار جهنم إهانةً لها، وإذلالًا لها، وإهانة لعابديها، وإذلالًا لهم؛ لأنهم إذا كانوا يتعلقون بهذه الآلهة وألقيت في النار صار هذا أشد عليهم حسرة.

* * *

• ثم قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: ٩٢].

"لن" تفيد النفي، وتحول الفعل من الحال إلى الاستقبال وتعمل، تغير الفعل ظاهرًا وهو النصب، فتغير الفعل شكلًا ومعنى. أما شكلًا فلأنها تنقله من الرفع إلى النصب. وأما معنى فتنقله من الحال إلى الاستقبال. وهناك أيضًا وجه آخر في المعنى وهو أنها تنقله من الإثبات إلى النفي، يقول الله عزّ وجل: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} أي لن تدركوه. والبر في الأصل هو الخير والعطاء. ومنه بر الوالدين، وذلك بالإحسان إليهما. فالبر في الأصل هو الخير والعطاء، ويقرن أحيانًا بالتقوى. فإذا قرن بالتقوى صار معناه: فعل الطاعات، والتقوى: اجتناب المحرمات؛ لأن الإنسان يتقيها، ويحذرها، ويبتعد عنها، إذن البر هو الخير الكثير والعطاء، فلن تنالوا ذلك {حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} "حتى" هذه للغاية، وهي من أدوات النصب، فالفعل بعدها منصوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>