مذهب القدرية الذين قالوا: إن الله لا يشاء أفعال العباد، فإذا كان لا يشاء أفعال العباد، وقلنا: إنه لا يقدر إلا على ما يشاء، لزم أن لا يكون قادرا على أفعال العباد.
ثالثًا: أننا إذا قلنا: على ما يشاء قدير، فقد خرجنا عما وصف الله به نفسه؛ لأن الله قال:{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
فإن قال قائل: ماذا تقولون في قصة الرجل الذي أخبر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه يكون آخر أهل الجنة دخولًا، وأن الله يقول له: إني على ما أشاء قادر (١)؟
فالجواب عن ذلك: أن هذا حديث عن مسألة وقعت، فإذا وقع شيء من الأشياء وكان الإنسان يستغرب وقوع هذا الشيء فقال: كيف يقع هذا الشيء؟ فنقول له:"إن الله على ما يشاء قادر" يعني أن الله لمَّا شاءه وقع.
أما إذا أردنا أن نصف الله بالوصف المطلق غير المقيد بفعل فإن الأولى أن نقول:{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.