فهذا ذوق اللسان، ذاق العذاب: هذا ذوق البدن، فلكل مقام مقال.
قوله:{فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} أي: يقال لهم أيضًا (ذوقوا العذاب) وهو العقوبة على الذنب (ذوقوا العذاب) بسبب كفركم، الباء هنا سببية وَ (ما) مصدرية أي بكونكم تكفرون بالله.
وقوله:{كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} تكفرون بالله وبما يجب الإيمان به.
[من فوائد الآية الكريمة]
١ - وجوب التذكير بهذا اليوم العظيم الذي ينقسم فيه الناس إلى قسمين؛ لقوله:{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} وهذا على تقدير قولنا: "اذكر يوم"، أما إذا جعلناه متصلًا بما قبله فإنه لا يستفاد منه هذه الفائدة، ولكن يستفاد منه التذكير بهذا اليوم أي أن الله يذكرنا بهذا اليوم.
٢ - إثبات البعث والجزاء، وهو أحد أركان الإيمان الستة. فأحد أركان الإيمان أن تؤمن باليوم الآخر، والإيمان باليوم الآخر ليس معناه أن الإنسان يؤمن بأن الناس يبعثون فقط، بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:(ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت) فالإيمان بفتنة القبر ونعيمه وعذابه من الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالصراط والميزان والشفاعة، كل من الإيمان باليوم الآخر.