رب يعبدونه، وهذا لا شك بالغ في السفه، فإذا كنت تعلم وتعتقد بأن الله وحده هو الرب لزمك أن تعتقد بأنه وحده الإله المعبود وأنه لا إله غيره.
١٢ - أن الصراط المستقيم عبادة الله؛ لقوله:{هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}، ولا شك أن أهدى السبل وأقومها عبادة الله، وعبادة الله كما نعلم هي اتباع شرعه المرسل سبحانه وتعالى.
وفي قراءة (من أنصارِيَ إلى الله) لأن ياء المتكلم يجوز فيها ثلاث لغات: الفتح بناءً، والسكون بناءً، والحذف تخفيفًا. فتقول: هذا غُلامي، هذا غلامِيَ، هذا غلام، لكن تبين أنه مضاف، يقول هنا:{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}، أحس بمعنى أدرك بحاسته وتيقن أنهم كفروا، مع هذه الآيات العظيمة التي يشاهدونها ولم يؤمنوا -والعياذ بالله- لأن الله إذا ختم على القلب لا يؤمن صاحبه أبدًا:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[البقرة: ٧]، {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}[البقرة: ١٨]، وقال عزّ وجل: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ} [يونس: ٩٦، ٩٧]، فهم مع هذه الآيات لم يؤمنوا، فلما أحس منهم الكفر وأدركه وتبين له، لجأ إلى الاختيار وانتخاب الأكْفاء، فقال:{مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}، يعني إذا