كان الإيمان تعذر منكم جميعًا فمن الذي يكون ناصري؟ ! .
وقوله:{إِلَى اللَّهِ}، (إلى) هنا للغاية، ولم يقل: من أنصاري في الله؛ ليكون النصر مبنيًا على الإخلاص؛ لأن (إلى) للغاية فيريد أن يكون نصرًا موصلًا إلى الله عزّ وجل.
وقوله:(مَن) هذه مبتدأ (وأنصاري) خبر (وإلى الله) متعلق بأنصار.
الحواريون جمع حواريّ -بتشديد الياء- وهو من الحَوَر وهو البياض، وسموا حواريين لسلامة قلوبهم من أثر المعاصي؛ لأن المعاصي -نسأل الله العافية- نكت سوداء تكون في القلب، كلما عصى الإنسان نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقل وعاد إلى الاستنارة، وإن لم يتب وأحدث معصية أخرى زادت نكتة أخرى، وهكذا حتى يُطبع على القلب.
وقوله:{نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}، يعني لا غيرنا، ووجه قولنا "لا غيرنا" أن الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، فهي جملة اسمية طرفاها مَعْرِفة، والجملة الاسمية التي يكون طرفاها معرفة تفيد الحصر، لكن لا شك أن إفادة الحصر فيها ضعيف ليس كإفادة إنما أو النفي والإثبات.
وقوله:{آمَنَّا بِاللَّهِ}.
{آمَنَّا}: الإيمان في اللغة أخص من التصديق؛ لأنه تصديق بإقرار، ولهذا عُدي بالباء فيقال: آمنت به، ولا يمكن أن نجعله بمعنى التصديق؛ وذلك لأن الشيء إذا كان مرادفًا للشيء أي بمعناه تعدى بتعديته ولزم بلزومه، ومعلوم أن (آمن) تتعدى بما