للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليست نافية؛ لأن عطف الطلب على الطلب أولى من عطف الخبر على الطلب. {اتَّقُوا اللَّهَ} هذا طلب أمر {وَلَا تَمُوتُنَّ} هذا طلب نهي، وإذا كانت ناهية يشكل علينا أن الفعل بعدها مرفوع، فكيف كانت ناهية والفعل بعدها مرفوع؟

الجواب: أن (تموتن) أصلها بدون نهي (تموتونن) ولما جاءت لا الناهية حذفت نون الإعراب فالتقت الواو بالنون والنون المشددة، نونان أولهما ساكن والساكن لا يمكن أن يقابل ساكنًا آخر كما قال ابن مالك:

إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق ... وإن يكن لينًا فحذفه استحق

إذن نحذف الواو هنا لأنه من حروف اللين. وبقيت الميم التي تليها الواو مضمومة، ونون التوكيد تبقى على حالها. فصار الإعراب واضحًا الآن: فـ (لا) ناهية، (تموتن): فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد.

وجملة {وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} حال من الواو المحذوفة في قوله: {وَلَا تَمُوتُنَّ}.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - وجوب تقوى الله حقَّ تقاته للأمر بذلك بقوله: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}.

٢ - العناية والاهتمام بالتقوى، يؤخذ من تصديره بالنداء.

٣ - أن التقوى من مقتضيات الإيمان لتوجيه النداء إلى المؤمنين.

٤ - أن ترك التقوى من نواقص الإيمان؛ لأنه إذا نودي

<<  <  ج: ص:  >  >>