للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧ - أن الجهاد سبب لدخول الجنة؛ لقوله: {وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} ولا فرق بين الجهاد بالسلاح والجهاد بالعلم فكلاهما جهاد، بل قد تحتاج الأمة الإسلامية إلى جهاد العلم أكثر مما تحتاج إلى جهاد السلاح، وقد يكون بالعكس، وقد يتساويان. ولكن لابد من وجودهما في الأمة الإسلامية، لابد من وجود علماء، ولابد من وجود طلبة علم، ولابد من وجود مسلحين يقاتلون الكفار بالسلاح؛ لأن الجهاد لا ينزل عَلَمه إلى يوم القيامة، لابد أن يكون قائمًا.

٨ - أن الصبر سبب بدخول الجنة أيضًا؛ لقوله: {وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، واعلم أن الجزاء يكون على قدر العمل، فإذا كان ثواب الجهاد الجنة وثواب الصبر الجنة دلَّ على عظم مرتبتهما في دين الله عزّ وجل.

٩ - أن الصبر درجة عالية لكنه يحتاج إلى مصبور عليه؛ لأن الصبر على ما يلائم الطبيعة ليس بصبر، ولهذا لا يقال للإنسان الذي وقف تحت (الدش) يصب عليه ماءً باردًا في اليوم الحار، لا يقال إنه صابر؛ لأن هذا يلائم طبيعته. الصبر لابد له من شيء يعانيه الإنسان لا يلائم الطبيعة.

* * *

• ثم قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [آل عمران: ١٤٣]:

{وَلَقَدْ كُنْتُمْ} أكد الله هذه الجملة لإقامة الحجة عليهم، (لقد كنتم) الجملة هنا مؤكدة بثلاثة مؤكدات: بالقسم المقدر، وباللام الواقعة في جوابه، وبقد. كنتم فيما مضى تمنون الموت

<<  <  ج: ص:  >  >>