للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن مع ذلك فإن من الأدب أن نقول: إن الله على كل شيء قدير ونسكت ولا نفصل؛ لأن الآيات التي جاءت بهذا عامة، ولا تقل: إن الله لا يقدر على الشيء المستحيل؛ لأن المستحيل أصلًا لا يتعلق به الفعل، يعني مثلًا: السكون والحركة هل يمكن أن يجتمعا؟ لا يمكن؛ لأنه إن تحرك لم يكن ساكنًا، وإن سكن لم يكن متحركًا، إذن، الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الساكن متحركًا، والمتحرك ساكنًا، فإذا قال قائل: هل يمكن أن يجعل الله المتحرك ساكنًا؟ الجواب: نعم يحول المتحرك إلى ساكن أو يجعل الساكن متحركًا، لكن أن يجعل الشيء متحركًا وساكنًا في آنٍ واحد فهذا لا يمكن أصلًا؛ لأنه مادام متحركًا فيساوي عدم سكون، ومادام ساكنًا فيساوي عدم حركة، فبمجرد ما يتحرك انتفى عنه السكون، وبمجرد ما يسكن انتفت عنه الحركة.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن ملك السموات والأرض خاص بالله عزّ وجل، ووجه تقديم الخبر القاعدة التي تقول: "أنه إذا قدّم ما حقّه التأخير كان ذلك دليلًا على الحصر".

٢ - أن الملك المطلق لله وحده؛ لأنه قدَّم الخبر على المبتدأ في قوله: {وَلِلَّهِ مُلْكُ}، وتقييدنا الملك "بالمطلق" ينفي توهم التعارض بين قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ} حيث حصر الملك له وحده، وقوله تعالى: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون: ٦] وقوله: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: ٦١]. ووجه ذلك: أن الملك المضاف إلى المخلوق ملك مقيد "ليس ملكًا مطلقًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>