للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سميعٌ بصيرٌ رحيمٌ، كلها بمعنى فاعل. ومثالها بمعنى مفعول: قتيلٌ جريحٌ ذبيحٌ وما أشبهها. ومثالها بمعنى مفعِل: هنا في هذه الآية أليم بمعنى مؤلم.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تهديد هؤلاء الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا، وينصبُّ هذا على العلماء الذين يكتمون ما أنزل الله مداهنة أو مراعاة أو من أجل مال، فإنهم اشتروا بعهد الله ثمنًا قليلًا؛ لأن الله عهد إلى العلماء أن يبيِّنوا العلم. وقد مرَّ بنا أن العلماء ثلاثة أقسام:

عالم أمة، وعالم دولة، وعالم ملة، فعالم الملة لا يشتري بعهد الله ثمنًا قليلًا، بل يبين الملة ولا يبالي. وعالم الدولة يشتري بآيات الله ثمنًا قليلًا ليكون له جاه عند الدولة، وربما ليعطى مالًا، وعالم الأمة هو الذي يراعي الأمة، ينظر ماذا تشتهي الأمة "أي عامة الناس" فيُفتي به أو يقول به، وما لا تشتهيه الأمة يسكت عنه، فإذا رأى الأمة على شيء غير سائغ في الشرع سكت عنه، وإذا طلبوا منه شيئًا غير سائغ في الشرع ولكنه يرى أنه يرضيهم وافقهم عليه.

٢ - تحريم اليمين الغموس؛ لقوله: {وَأَيْمَانِهِمْ}.

٣ - أن اليمين الغموس، وعدم القيام بعهد الله، من كبائر الذنوب. وكون ذلك من كبائر الذنوب أمر زائد على كونه محرمًا؛ لأن الكبيرة أعظم من مطلق التحريم، ووجه كونها كبيرة لأن فيها وعيدًا، وكل ذنب رتِّب عليه وعيد فهو من كبائر الذنوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>