العرب لكن أهل الحجاز يُعملونها عمل "ليس" وبنو تميم يهملونها، مثلًا إذا خاطبك شخص وقال:"ما زيدٌ موجودًا" تعرف أنه حجازي، وإذا خاطبك شخص آخر وقال:"ما زيدٌ موجودٌ" عرفت أنه تميمي.
يقول الشاعر:
ومهفهف الأعطاف قلت له انتسب ... فأجاب ما قتل المحبِ حرامُ
هذا تميمي أو حجازي؟ تميمي لأنه قال:"ما قتل المحبِ حرامُ" لو كان حجازيًا لقال: "حرامًا".
وفي الآية الكريمة:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ}:
(ما) لا شك أنها حجازية، والاسم الكريم اسمها، وجملة "يريد" خبرها، يقول الله تعالى وينفي عن نفسه سبحانه وتعالى أن يريد ظلمًا للعالمين كهؤلاء الذين ابيضت وجوههم أو اسودت وجوههم لم يُظلموا، الذين ابيضت وجوههم نالوا هذا بعملهم أي بسببه، والذين اسودت وجوههم نالوه أيضًا بعملهم، فالأولون عملوا صالحًا فأثيبوا هذا الثواب، والآخرون عملوا سيئًا فأثيبوا هذا الثواب؛ لأن الله تعالى لا يمكن أن يظلمهم.
وقوله:{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ} العالمين المراد بهم كل من سوى الله، فإن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون.