للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - تمام قدرة الله عزّ وجل وسلطانه في كونه يولج الليل في النهار, ويولج النهار في الليل.

٢ - إثبات حكمة الله؛ لأن هذا الإيلاج له حكمة عظيمة لا تقوم مصالح الخلق إلا بها؛ لأنه يترتب على هذا الإيلاج كما قلنا اختلاف فصول السنة التي يترتب على اختلافها نمو الأجساد والنبات، من النبات ما يكون شتويًا، ومن النبات ما يكون صيفيًا.

٣ - أن الإنسان يعرف به ضَعفه وافتقاره إلى ربِّه، إن جاء البرد صار يتطلب ما يدفئه، وإن جاء الحر صار يتطلب ما يبرده، فهو محتاج إلى ربّه في الحالين. وهذا من فوائد اختلاف الحر والبرد.

٤ - أن هناك أشياء مؤذية، وهي ما يُعَبَّر عنه في علم الطب بالجراثيم، لا يقتلها إلا شدة البرد، وأخرى لا يقتلها إلا شدة الحر، وهذا شيء مشاهد. وهو أيضًا من حكمة الله عزّ وجل المترتبة على إيلاج الليل في النهار، وإيلاج النهار في الليل.

٥ - أن هذا الإيلاج يدل على كمال القدرة كما أسلفنا أولًا، إذ إنه لا أحد يستطيع أن يزيد ساعة من الليل في النهار أو بالعكس، ولكن الله تعالى هو الذي يقدر على هذا.

٦ - تمام قدرة الله وسلطانه بإخراج الحي من الميت، وإخراج الميت من الحي.

ووجه ذلك ظاهر: فإن إخراج الشيء من ضده دليل على أن قدرته تامة، وسلطانه نافذ سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>