للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما أيسر هذه الأسلحة على الله عزّ وجل. فإن الله تعالى قادر أن يزلزل أرضهم بهم وبسلاحهم رجفة تفنيهم عن آخرهم، من فيضانات تدمرهم، ورياح تحملهم مثل ما حملت قوم هود. فيجب على الإنسان أن يعلم أنه إذا بذل ما يجب بذله من الإيمان والقوة المادية حسب ما أُمر، فإنه سينتصر مهما كان. لكن مع الأسف فاليقين عندنا ضعيف، بل الإيمان ضعيف، فقد فَقَدْنا الإيمان والعمل الصالح والحكمة، فتأخرنا كل هذا التأخر.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن الوهن عن العمل في المستقبل، وعن الحزن على ما مضى؛ لأن هذا في الحقيقة كما أنه خلاف الشرع فهو خلاف العقل؛ لأن الحزن على ما فات لا يرد الفائت.

لو تحزن ليلًا ونهارًا على ما مضى لن تغير شيئًا، الذي مضى وقع كما هو لن يتغير، ولهذا كان من الحزم أن لا يحزن الإنسان على شيء مضى، بل يقول: قَدَرُ الله، وما شاء فعل.

كذلك الضعف عن العمل في المستقبل والوهن والخور كما أنه خلاف الشرع فهو خلاف العقل؛ لأن العقل يقتضي أن تقابل الأمور بجدٍّ وحزم، وفي الحديث: "الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" (١).

٢ - أنه ينبغي للإنسان أن يكون قوي العزيمة لا يضعف ولا


(١) رواه الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب منه، رقم (٢٤٥٩). ورواه ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، رقم (٤٢٦٠). ورواه أحمد في مسنده، رقم (١٦٦٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>