للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتَّقي) بل قال: (هم المتَّقون)، فأعاد الضمير على معنى اسم الموصول وهو الجمع.

قال: {هُمْ} أي: الذيني اتَّبعوا رضوان الله، والذين باءوا بسخط من الله {دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ} أي: منازل عند الله، يختلفون، فكل من كان أتبعَ لرضا الله كان أرفع عند الله، وكل من كان أبعد من الله كان أنزل، فالمراد أنهم درجات عند الله، أي في المراتب، وميزان هذه الدرجات أن كل من كان أتبع لرضا الله كان أرفع درجات عند الله، والعكس بالعكس. والدرجات إذا جاءت عامة دخل فيها المؤمن وغير المؤمن كما قال: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأنعام: ١٣٢] أما إذا خُصت بأهل النار فإنه يقال: دركات كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: ١٤٥].

{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}:

{بَصِير}: اسم فاعل، يجوز أن يكون من الإبصار بالعين، ويجوز أن يكون من الإبصار بالعلم، فيكون {بَصِير} بمعنى: عليم، أو {بَصِير} بمعنى: راءٍ. وهل لله بصرٌ؟ .

الجواب: نعم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" (١).

وقوله: {بِمَا يَعْمَلُونَ} أي: بالذي يعملونه من ظاهر وباطن، وخير وشر.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن الناس عند الله منازل مختلفة، ويتفرَّع على هذه الفائدة:


(١) تقدم تخريجه (ص ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>