للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاستنابة، بمعنى أن الإنسان يُنيب غيره عنه في شيء من الأشياء، فهذا جائز، والفرق بينهما ظاهر:

التوكل على الله: يقطع الإنسان العلائق مما سوى الله عزّ وجل حتى من نفسه، ويُفوِّض أمره إلى الله تفويضًا كاملًا، لكن الاستنابة يرى فيه أنه فوق الوكيل، أنا وكَّلت إنسانًا يشتري لي حاجة، فأنا متوكِّل عليه ولكن هل توكُّلي عليه كتوكُّلي على الله؟ أبدًا؛ لأن توكُّلي على الله تفويض إلى الله تفويضًا مُطلقًا، وأعتقد أنه هو حسبي، لكن هذا الرجل توكُّلي عليه على أنه نائبٌ عنِّي، لا على أني طريح عليه، أفوِّض الأمر إليه، على أنه نائب عني أستطيع أن أعزله، وأستطيع أن أوبِّخه إذا خالف مرادي. وأستطيع أن أحبسه إذا تسبَّب علي بضررٍ بخلاف التوكل على الله.

* * *

• ثم قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: ١٦٠].

قال الله تبارك وتعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}:

هذه الجملة جملة شرطية، فعل الشرط فيها مضارع مجزوم (إن ينصرك)، وجواب الشرط فيها جملة اسمية مصدَّرة بلا، واقترنت بالفاء لأنها جملة اسمية.

كما في قول الناظم:

اسمية طلبية وبجامدٍ ... وبما لن وبقد وبالتنفيسِ

{وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}:

<<  <  ج: ص:  >  >>