للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: ٤٩] , {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: ٤٦]، {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه: ١١٢].

وفي الحديث القدسي أن الله تعالى قال: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا" (١).

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - في هذه الآية دليل على عِظَم ذلك اليوم؛ لقوله: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ}.

٢ - وفيها دليل أيضًا على النداء بالنعي على هؤلاء الذين ليس لهم في ذلك اليوم إلا الخيبة والخسران، حيث خسروا دينهم ودنياهم.

٣ - إثبات اليوم الآخر؛ لقوله: {لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ}.

٤ - أن من كفر باليوم الآخر أو شكَّ فيه فهو كافر؛ لأنه مكذب لقوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ}.

٥ - أن يوم التوفية الكاملة هو يوم القيامة؛ لقوله: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ}. والإنسان قد يوفى شيئًا من عمله في الدنيا، كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢ - ٣] مخرجًا من كل ضيق، وسعة في الرزق، ويرزقه من حيث لا يحتسب، هذا في الدنيا، وهذا جزاء. وهناك جزاء آخر أعظم وأنفع وهو الهدى. قال الله


(١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، رقم (٢٥٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>