للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١١ - بيان منة الله على العباد، حيث جعل إثابتهم على العمل بمنزلة الأجر المتقرَّر لهم، كأن شخصًا استأجر أُجراء وأعطاهم أجرهم فرضًا إلا أنه تعالى هو الذي فرض ذلك على نفسه.

١٢ - إثبات الجزاء، وأنه من جنس العمل، فكما أن الإيمان والتقوى يُعتبر أمرًا عظيمًا ظاهرًا وباطنًا، فكذلك الأجر، كان أجرًا عظيمًا.

* * *

• ثم قال الله عزّ وجل: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: ١٨٠]:

{يَحْسَبَنَّ}: فيها ثلاث قراءات:

الأولى: ولا يحسِبنّ.

الثانية: ولا يحسَبنّ.

والثالثة: ولا تَحسَبنّ بالخطاب.

وكلها قراءات سبعيَّة، يُسنُّ للإنسان أن يقرأ بهذه أحيانًا، وبهذه أحيانًا، إلا أنه لا ينبغي أن يقرأ بالقراءة الخارجة عن المصحف أمام العامة؛ لأن ذلك قد يُوجد فتنة.

يقول الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ} أي: لا يظن الذين يبخلون بما آتاهم الله. والبخل هو المنع مع شحٍّ، ولهذا عُدِّي بالباء، ولم يقل: (يبخلون ما آتاهم) بل قال: يبخلون به، أي: يمنعونه مع شح يعني: يشِحُّون به.

<<  <  ج: ص:  >  >>