للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: ١٦٤].

لقد ذكرنا فيما سبق ضوابط عامة في القراءات وهي:

أولًا: ضمير (هُوَ) و (هِي) الأول بضم الهاء، والثاني بكسر الهاء عند جمهور القراء مطلقًا، وسكَّن الهاء فيهما الكسائي وقالون وأبو عمرو بعد الواو والفاء واللام مثل: (وهْو، وهْي، فهْو، فهْي، لَهْي، لَهْو). فإذا جاءت في القرآن فلك أن تُسكِّنها أو تضُمها، وسكّنها الكسائي وقالون في قوله: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [القصص: ٦١] في هذا الموضع فقط، لأنها وقعت بعد (ثم).

ثانيًا: ضمير (عليهِم، إليهِم، ولديهِم) مكسور الهاء، وقرأه حمزة بضم الهاء في كل القرآن (غير المغضوب عليهُم، إليهُم، لديهُم).

ثالثًا: ميم الجمع في مثل (عليهم) ساكنة إذا وقع بعدها متحرِّك غير ضمير، وضَمَّها موصولًا ابن كثير، فيقرأ (عليهِمُو)، وضمَّه موصولًا ورش إن وقع بعد همزة قطع، فيقرأ "عَلَيْهِمُو أأنذرتهم". وإن وقع بعده ساكن فهو مضموم بدون وصل عند جميع القراء، مثل: (آتيناهمُ الكتاب) وإن وقع بعد ضمير ضُم موصولًا للجميع مثل: (أَنُلْزِمُكُمُوهَا)، فلا يصح أن تقول: أنلزمكمُهَا، لابد من الواو.

ويستثنى من ذلك ميم الجمع إذا وقعت بعد (هاء) قبلها كسر أو ياء وبعده ساكن؛ ففيه في حال الوصل ثلاث قراءات: ضم الهاء والميم وهي لحمزة والكسائي، وكسرهما وهي لأبي عمرو،

<<  <  ج: ص:  >  >>