للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكسر الهاء وضم الميم وهي للباقين، وأما حال الوقف فكلهم كسر الهاء وسكَّنوا الميم مثل: {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: ١٦٦]. {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ} [البقرة: ١٦٧].

رابعًا: إذا لم يقع بعد هاء الضمير ساكن، وكان قبله متحرك فهو موصول عند جميع القراء، مثل: {أَمَاتَهُ} [عبس: ٢١]، وإن وِقع بعده ساكن، فهو غير موصول عند الجميع مثل: {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: ١٩٧]، وإن كان ما قبله ساكن فهو موصول عند ابن كثير وحده مثل: (اجتباه - عقلوه - عليْهِ) ووافقه حفص في آية واحدة وهي قوله تعالى: {فِيهِ مُهَانًا} [الفرقان: ٦٩].

قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}:

(لقد): كلما وجدت في القرآن (لقد) فإنها جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات، وهي القسم المقدر، واللام، وقد. وتقدير الكلام: (والله لقد منَّ الله على المؤمنين).

فإن قال قائل: القسم إنما يُقال للشاك أو المنكر، فلماذا أقسم الله في هذه الآية على أنه مانٌّ على المؤمنين ببعث محمد - صلى الله عليه وسلم -، مع كون الأمر ظاهرًا، ولم يقل: لقد منَّ الله على الناس، بل قال على المؤمنين الذين يعرفون أن ذلك منَّة؟ .

فالجواب: أن الداعي للقسم ليس هو الإنكار أو الشك من المخاطب، بل قد يكون الداعي للقسم أهميَّة المُقسم عليه، وإن لم يكن هناك شك، وهذه الآية من هذا النوع؛ فالمقصود بذلك بيان أهمية هذه المنَّة العظيمة التي لا يُعادلها شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>