للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصيغة المبالغة أو بالصفة المشبهة؛ لأن الله سبحانه وتعالى شهيد على أعمالهم. وأعمالهم كثيرة، وإذا كثُر المشهود عليه كثرت الشهادة.

وقوله: {وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} يحتمل أنه داخل في ضمن التوبيخ في قوله: {لِمَ تَكْفُرُونَ} فيكون المعنى: لم تكفرون بآيات الله مع علمكم بأن الله شهيد على ما تعملون. ويحتمل أن تكون الواو استئناف، ويكونُ التوبيخ انتهى عند قوله: {لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ}، ثم استأنف فقال: {وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} فيكون في ذلكَ تهديد لهؤلاء الذين يكفرون بآيات الله، تهديدٌ بكون الله شهيدًا على ما يعملون. وإذا كان شهيدًا على ما يعملون فسوف يجازيهم عليه في الدنيا وفي الآخرة بما يستحقون.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوبخ أهل الكتاب على كفرهم بآيات الله، ويتعدى هذا الحكم إلى غيرهم، فيتفرع من هذه الفائدة أن كل من كفر بآيات الله فهو مستحق للتوبيخ.

٢ - إثبات شهادة الله سبحانه وتعالى على كل ما يعمل بنو آدم؛ لقوله: {وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ}: و (ما) اسم موصول يفيد العموم.

٣ - تهديد من يكفر بآيات الله، لأن مثل هذه الصيغة: {وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ} يراد بها توبيخ من فعل ما لا يرضي الله عزّ وجل بأن الله شهيد عليه، وسوف يحصي عمله ثم يجازيه على ذلك.

٤ - إحاطة الله تعالى بكل شئ، وأنه وسع كل شيء؛

<<  <  ج: ص:  >  >>