للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [آل عمران: ١٥٧]:

في هذه الآية كلمتان فيهما قراءتان: الأولى: (مُتُّم) مأخوذة من مات يموت، وتكون (مُتم) بضم الميم، وإذا أخذت من مات يَمَات تكون: (مِتُّم) بكسر الميم، تقول: مات الرجل يَمَات الرجل، ومات الرجل يَمُوت الرجل، ويمات كيخاف، وأصلها: مَوِتَ يَمْوَتُ، كخَافَ يَخَاف أصلها خَوفَ يَخْوَفُ، إذن هي من باب فَرِح يَفْرَح، خَوِف يَخْوَف. ففيها قراءتان: قراءة بكسر الميم (مِتم) وقراءة بضم الميم (مُتم).

الكلمة الثانية: قوله: {خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} فيها قراءتان: قراءة بالياء (يجمعون) وقراءة بالتاء (تجمعون).

هل في الآية التفات؟

يقال: نعم، وهذا على قراءة الياء، أما على قراءة التاء فليس فيها التفات؛ لأن الآية كلها للخطاب، وفي الآية أيضًا من جهة اللغة العربية {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ} أنه اجتمع في الجملة قسَم وشرط، والسابق هنا القسم، وإذا تقدم القسم أيهما يحذف جواب الشرط أم جواب القسم؟ الجواب: أن الذي يحذف هو جواب المتأخر وهو هنا الشرط.

قال ابن مالك:

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم

يعني عند اجتماع شرط وقسم في الجملة احذف جواب ما أخرت فهو ملتزم، وهنا المتقدم القسَم. إذن الذي يحذف جواب الشرط، ولهذا جاء الجواب {لَمَغْفِرَةٌ} وهو جواب قسم، فاللام

<<  <  ج: ص:  >  >>