للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} [آل عمران: ٤٥].

قوله: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ} يعني اذكر إذ قالت الملائكة: يا مريم، والمراد جنس الملائكة، والمشهور أنه جبريل.

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ} سبق أن معنى البشارة في الأصل الإخبار بما يسر، وأنها قد تطلق على الإخبار بما يسوء، بجامع أن كل ما يسر وما يسوء يغير البشرة ويؤثر فيها.

وقوله: {بِكَلِمَةٍ} تحتمل وجهين:

الوجه الأول: أن الكلمة هي المبشر به كما تقول: بشرته بولد، فتكون الكلمة هي المبشر به.

والوجه الثاني: أن المراد بالكلمة هنا الصيغة التي حصلت بها البشارة، أي يبشرك بشارة عن طريق النطق بها، كما تقول: بشرته بالقول لا بالكتابة، أي: أن الوسيلة التي حصلت بها البشارة هي الكلمة، يعني أن الله سبحانه وتعالى قال كلمة فيها البشرى بالمسيح عيسى ابن مريم، فالوجهان محتملان.

أما على الاحتمال الثاني فلا إشكال أن تقع البشارة بالنطق. لكن على الوجه الأول أن الكلمة هي المبشر به، فكيف يكون المبشر به كلمة مع أنه إنسان؟ أجاب العلماء عن ذلك بأنه أطلق عليه الكلمة؛ لأنه كان بالكلمة لا بالوسائل الحسية المعلومة؛ لأن الولد في العادة يأتي بواسطة النكاح، لكنه لم يأتِ بالنكاح بل أتى بالكلمة، {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ

<<  <  ج: ص:  >  >>