للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يعني كما أنه له السلطان الكامل عليهم في الدنيا فإنهم أيضًا يرجعون إليه في الآخرة. وتقديم المتعلق يدل على العموم أو يدل على التخصيص؛ لأن المتعلق هو مفعول الفعل، وتقديم المفعول يفيد الحصر يعني يرجعون إلى الله لا إلى غيره، وسوف ينبئهم بما عملوا إذا رجعوا إليه.

[من فوائد الآيات الكريمة]

من فوائد قوله عزّ وجل: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: ٨١]:

١ - أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مربوبون، متعبدون لله عزّ وجل، كما أن غيرهم كذلك. ووجهه من الآية: أن الله أخذ عليهم الميثاق بالتكليف.

٢ - إثبات أن الميثاق يكون بما أعطاهم الله من الكتاب والحكمة، بناء على القراءة الثانية (لِمَا آتيتكم من كتاب). أما القراءة التي في المصحف "لَمَا" فإنه يستفاد منها فائدة وهي: أن الله عزّ وجل أعطاهم العهد أو أخذ منهم العهد والميثاق بما آتاهم من الكتاب والحكمة. يعني لكونهم أوتوا الكتاب والحكمة صاروا أهلًا لهذا الميثاق العظيم، وأنهم مهما أوتوا فلابد أن يؤمنوا بهذا الرسول.

٣ - ما مَنَّ الله به على النبيين من الكتاب والحكمة. ويتفرع على هذه الفائدة أن من ورث هذا الكتاب والحكمة فإنه قد أخذ بحظ وافر مما أنعم الله به على النبيين. ولهذا جاء في الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>