للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا فمنقول إلي، وقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرأ أول الآية على هذا الوجه وآخر الآية على هذا الوجه، فلي أن أقرأها بالوجهين، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الصحيح.

ب - وبعضهم قال: لا، إذا قرأت بقراءة واحدة لا تقرأ بقراءة الثاني في آخر الآية، فمثلًا في الآية التي معنا: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} يصح، ويكون المراد {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} من في السموات والأرض.

أما في الإعراب فنقول: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} فيها استفهام يليه حرف عطف، وقد ذكرنا في مثل هذا التركيب للعلماء قولين:

القول الأول: أن الهمزة للاستفهام، وحرف العطف الذي بعدها عاطف لما بعده على مقدر بينه وبين الهمزة يعينه السياق.

والقول الثاني: أن الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف على ما سبق، لكنها أخرت لتكون الصدارة للاستفهام، وتقدير الكلام على هذا الوجه (فأغير دين الله يبغون)، وهذا الوجه أحسن من الوجه الأول؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير؛ ولأن الأول الذي يحتاج إلى تقدير قد يعييك في بعض الأحيان أن تجد شيئًا تقدره يناسب المقام، مثلًا: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} [يوسف: ١٠٩]، إذا قلنا إنها معطوف على محذوف قد تقدر أغفلوا فلم يسيروا في الأرض. هنا {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ} أضلوا فغير دين الله يبغون؛ لأن من بغى غير دين الله فهو ضال.

<<  <  ج: ص:  >  >>