والكافرين أمر ثابت، وأن الإنسان قد يستبعد أن يجعل الله في قلبه مودة لهذا الكافر، فقال الله تعالى:{وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الممتحنة: ٧] , {قَدِيرٌ}: بالنسبة لتقليب القلوب. {غَفُورٌ}: بأن ييسر هؤلاء الكفار إلى الإِسلام، فيغفر لهم. وقد وقع؛ فإنه أسلم عام الفتح، وقبل عام الفتح، أمة من الكفار، وصارت العداوة في قلوب المؤمنين لهم مودة.
{يَوْمَ}: ظرف زمان. تقديره:"اذكر يوم تجد" اذكر للناس وذكرهم بهذا اليوم العظيم.
{كُلُّ نَفْسٍ} والمراد بالكلية هنا: كلية النفوس المكلفة، وهم الإنس والجن؛ فإن هؤلاء مكلفون بعبادة الله؛ لقول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] , أما البهائم فإنها لا تجد ما عملت، لكن يوفى لها الظلم إن ظلمت، كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بأنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيامة"(١).
و{وَمَا}: هنا اسم موصول مفعول أول. و {مُحْضَرًا}: مفعول ثانٍ. و {مِنْ خَيْرٍ}: جار ومجرور بيان لـ {مَا} في قوله: {وَمَا عَمِلَتْ}.
(١) أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم، رقم (٢٥٨٢).