للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند الله وحرصهم على ذلك، وكونهم يجمعون حتى من العجائز من الأموال ما يقضون به على الإسلام ليدخلوا الناس في النصرانية عرفنا أنهم يسعون بكل وسيلة إلى القضاء على الإسلام، ولهذا يأملون أنه في حدود الألفين من تاريخهم الميلادي ستكون أفريقيا كلها على زعمهم نصرانية، لكن بحول الله الأمر سيكون منقلبًا عليهم، وستكون إن شاء الله إسلامية، وسيدحرهم الله عزّ وجل ويردهم على أعقابهم خائبين.

٤ - في هذه الآية الكريمة الثناء على الصبر أمام ما نسمعه من أذية الأعداء، وأن لا يردنا ذلك على أعقابنا، وأن نحذر منهم.

وقد اختلف العلماء رحمهم الله: هل هذه الآية منسوخة وأننا نصبر ونتقي إذا كنا عاجزين عن الرد بالمثل، أو هي محكمة؟ والصحيح أنها محكمة، وأنها إنما تكون في حال يكون الصبر فيه على الأذى خيرًا، أما إذا كان الأمر بالعكس فالخير مطلوب في جميع الأحوال.

٥ - التنبيه على فضيلة العزم في الأمور؛ لقوله: {فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وكل ما كان الإنسان عازمًا في أموره كان ذلك أنجح له وأحسن.

* * *

• ثم قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: ١٨٧]:

(إذ): ظرف لما مضى، وتأتي في القرآن كثيرًا محذوفة

<<  <  ج: ص:  >  >>