بإن واللام، وهل الموت يحتاج إلى توكيد؟ ! فكل يعلم أنه سيموت، لكن لما كان فعل أكثر بني الإنسان فعل المُنْكِر حسن التوكيد.
٢ - أنه ينبغي للإنسان أن يتفطن لما فيه من خير وشر ليعلم أنه ابتلاء من الله، ففي الخير يبتلى ليشكر، وفي ضده يبتلى ليصبر.
٣ - التأكيد على الحذر من أهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين أيضًا؛ وجهه: أن الله أكَّد لنا أننا سنسمع منهم ما يؤذينا، هذا بالقول، وهم يمكرون بنا بالقول وبالفعل، ولهذا يجب التحرز من اليهود والنصارى، وأن لا نتخذهم أولياء، وأن نعلم أنهم لن يعطونا قرشًا إلا في مقابلة درهم أو أكثر، ولن ينفعونا بشيء إلا وقد ضرّونا بأكثر منه؛ لأن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بيَّن عداوة هؤلاء، وأنه لا يجوز اتخاذهم أولياء، وقد ذكر أن اليهود والمشركين أشد الناس عداوة للذين آمنوا. أما قوله:{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}، فإن الخطاب هنا في نصارى معينين وصفهم الله بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: ٨٢، ٨٣] فهل في نصارى اليوم من يكون هذا وصفهم؟ بالعكس بل نجد أنهم يحاربون الدين الإسلامي ربما أكثر من محاربة اليهود؛ لأنه صارت بينهم وبين المسلمين معارك أدمت قلوبهم وأيتمت أولادهم ولن ينسوها، وهي المعروفة بالمعارك الصليبية التي لن ينسوها أبدًا، فهم في الحقيقة إذا سمعنا ما ينشرونه من دينهم المنسوخ الذي لا يقبل