للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كَسَبُوا}، ومن قوله: {تَوَلَّوْا مِنْكُمْ}.

٥ - بيان أن الله عزّ وجل قد عفا عن هؤلاء؛ لقوله: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ}.

٦ - أنه ينبغي التأكيد من أجل زيادة طمأنينة المخاطب؛ لأنه أكَّد هذه الجملة الخبرية التي تفيد العفو عنهم؛ أكدها بقسَم، ولام، وقد، من أجل أن تزداد طمأنينتهم في هذا العفو.

٧ - بيان فضل الله على عباده وإلا فإن الفرار الذي حصل من الصحابة عظيم، لكن رحمة الله أوسع، فمن أجل سعة رحمة الله عفا الله عنهم.

٨ - إثبات اسمين من أسماء الله وهما الغفور والحليم وما تضمناه من صفة، فالغفور تضمن المغفرة، والحليم تضمن الحلم.

* * *

• ثم قال عزّ وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [آل عمران: ١٥٦]:

قوله: {وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ} اللام هل هي للتعدية أي: تعدية القيول أم لها معنى آخر؟ نقول: إن لها معنى آخر، وليس لتعدية القول؛ لأن إخوانهم قد ماتوا وقتلوا، فلا يمكن أن يوجَّه القول لهم لكنها بمعنى (في) أي: قالوا في إخوانهم. أو بمعنى (عَنْ) أي: قالوا عن إخوانهم أيضًا.

يقول: {أَوْ كَانُوا غُزًّى} غزى: جمع غازٍ على وزن فُعَّل، قال ابن مالك:

<<  <  ج: ص:  >  >>