عاذلة يقال: عُذَّل، وغازٍ يقال: غُزًّى، ويقال أيضًا: غزاة كقاضي وقضاة، ولكن هنا نجعل غُزًّى جمع غازٍ، ووزنها الصرفي فُعَّل.
وكذلك أيضًا قوله:{لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} اللام هل هي للتعليل أو للعاقبة؟ يقال: إنها للعاقبة، يعني يقال هذا القول ليجعل الله هذا القول حسرة في قلوبهم.
وقوله عزّ وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}:
الخطاب أو النداء موجَّه للمؤمنين، وفائدة توجيه النداء للمؤمنين في هذا الخطاب:
أولًا: الحث والإغراء على قبول ما يوجَّه إليهم وامتثاله؛ لأن وصف الإيمان يزيد الإنسان قوة وشجاعة كما لو قلت لشخص: يا أيها الرجل افعل كذا وكذا، أي (لرجولتك) افعل، وهذا سيعطيه قوة واندفاعًا في قبول ما توجه إليه.
الفائدة الثانية: أن ما يأتي بعدها من مقتضيات الإيمان.
الفائدة الثالثة: أن مخالفة ذلك نقص في الإيمان، لأنه إذا كان قبوله والإتيان به من مقتضيات الإيمان، كان مخالفته من نواقص الإيمان.
أما بدء الخطاب بالنداء فإنه يفيد التنبه والعناية بما يذكر، ولهذا قال ابن مسعود:"إذا سمعت الله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك، فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه".
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}:
الإيمان شرعًا: هو الإقرار المتضمن للقبول والإذعان،