يتعدى به التصديق، فإنه لا يقال: آمنته، ويقال: صدقته. بل إنه يتضمن الإقرار والاعتراف والانقياد والتسليم، ومن صدَّق ولم يقبل ولم يذعن فليس بمؤمن، فأبو طالب عمِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان مصدقًا برسالته لكنه لم يقبل ولم يذعن فلم يكن مؤمنًا، وإلا فإنه مصدق كما يقول بأشعاره وفي أحواله لكنه -والعياذ بالله- ليس بمؤمن، إذن الإيمان معنى زائد على التصديق وليس هو مجرد التصديق.
١ - أن عيسى ابن مريم قد جاء بالبينة من الله؛ لأن كل رسول يرسله الله إلى البشر لابد أن يأتي بآية، يؤخذ من قوله:{أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}.
٢ - الإشارة إلى وجوب قبول رسالته؛ لقوله:{مِنْ رَبِّكُمْ}؛ يعني فإذا كان ربكم وجب أن تكونوا له عبيدًا فتتقبلوا ما جاءت به رسله.
٣ - قدرة الله عزّ وجل حيث جعل عيسى ابن مريم يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله في الحال، بينما في الأحوال العادية لا يكون طيرًا إلا بعد مدة، بعد أن يفقس من البيضة ويترعرع فيطير.
٤ - أن ما فعل بأمر الله فهو حلال مباح وإن كان نظيره بدون أمر حرامًا كقوله:{أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}،