للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران" (١).

ثم قال: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ}: منهم أي من أهل الكتاب المؤمنون أي الذين آمنوا مثل "النجاشي" من النصارى، و"عبد الله بن سلام" من اليهود، هؤلاء آمنوا إيمانًا وقر في قلوبهم.

{وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}: الفسق هنا المراد به الخروج عن طاعة الله خروجًا مطلقًا وهو الكفر؛ لأن الفسق يراد به الخروج عن الطاعة خروجًا مقيدًا، ويراد به الخروج عن الطاعة خروجا مطلقًا، فالخروج عن الطاعة خروجًا مقيدًا، كما قال الفقهاء رحمهم الله: إن فاعل الكبيرة فاسق؛ لأنه خرج عن الطاعة خروجًا مقيدًا بهذه المعصية التي فسق بها، والخروج عن الطاعة خروجًا مطلقًا يكون بالفسق، ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} [السجدة: ٢٠] وقوله: {وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن هذه الأمة خير الأمم؛ لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذه الخيرية وبين ما جاء في بني إسرائيل أن الله فضّلهم على العالمين، ومعلوم أن المفضل خير من المفضل عليه؟ فنقول: لدينا آيتان أو لدينا نصَّان متعارضان كلاهما على سبيل العموم كهذه الآية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (للناس) هذه عامة تشمل بني إسرائيل وغيرهم،


(١) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب اتخاذ السراري ومن أعتق جارية ثم تزوجها، رقم (٥٠٨٣). ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، رقم (١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>