للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البحر شيئًا .. ؟ أبدًا فهكذا كل فضل أعطاه الله عزّ وجل لو فرض أنه خارج عن ملكه، فإنه لن ينقص ملكَ الله شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر، وهذا لا ينقص البحر شيئًا.

[من فوائد الآيات الكريمة]

من فوائد قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٧٢) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: ٧٢ - ٧٣]:

١ - بيان كيد الكفار للمسلمين، وذلك بسلوك طرق الحيل المتنوعة؛ لأنهم قالوا: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.

٢ - أن أهل الكتاب قد يكون فيهم منافقون؛ لقوله: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ}، فإن المؤمن حقًّا لابد أن يستقر الإيمان في قلبه ولا يكفر ويرجع.

٣ - أن المؤمن قد يخدع بمثل هذه الخديعة، فيتظاهر عدوه بأنه موافق له ثم يتبرأ منه في النهاية كقوله: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، فيريدون أن يرجع المسلمون عن دينهم من أجل أن هؤلاء رجعوا.

٤ - تعصب أهل الكتاب لدينهم على ضلالهم؛ لقوله: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ}.

٥ - أن المسلم يرد كيد هؤلاء بإعلان أن الهدى هدى الله، وأنهم مهما حاولوا أن يصدونا عن ديننا وقد أراد الله هدايتنا؛ فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>