للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٢ - أن ما حصل من المؤمنين من التنازع والفشل والمعصية وإرادة الدنيا كله محاه الله عزّ وجل، يؤخذ من قوله: {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ} إذن لا أثر له وكما سبق في قصة الخارجي الذي جاء إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

١٣ - إثبات الفضل لله عزّ وجل عليهم وعلى غيرهم من المؤمنين؛ لقوله: {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.

فإن قال قائل: وهل لله فضل على غير المؤمنين؟

فالجواب: نعم، إن الله لذو فضل على الناس و {اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: ٢٥١] على كل أحد.

لكن الفضل نوعان: فضل خاص، وفضل عام، فالخاص للمؤمنين، والعام للجميع، وإلا فكل أحد قد تفضل الله عليه بالصحة والعافية والطعام والشراب واللباس والأزواج والبنين وغير ذلك، أما الفضل الخاص الذي يتصل بفضل الآخرة فهو للمؤمنين فقط.

* * *

• قال تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران: ١٥٣].

{إِذْ} هذه ظرف، والظرف لابد له من متعلق، ومتعلق "إذ" على أرجح الأقوال محذوف، والتقدير: (اذكروا إذ تصعدون) هذا أحسن ما قيل فيها وإلا بعضهم قال: إن متعلق "إذ" ما قبلها (ولقد عفا عنكم حين تصعدون). وبعضهم قال: "ثم صرفكم عنهم حين تصعدون" ولكن الأقرب أن المتعلق محذوف،

<<  <  ج: ص:  >  >>