للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجبن، وكم من إنسان ضعف وجبن ففاته خير كثير، ولو أقدم لحصل على خير كثير؛ لأن المستقبل لا تدري ما النتيجة فيه.

٣ - أن هذه الأمة هي العليا بشرط أن تؤمن؛ لقوله: {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

٤ - التلميح بالتوبيخ إذا حصل الوهن أو الحزن لاسيما إذا قلنا: إنَّ الواو هنا واو الحال؛ يعني: كيف يليق بكم أن تهنوا وتحزنوا وأنتم الأعلون؟ لأن الأعلى لا يليق به أن يهن أو يحزن.

٥ - أنه كلما ازداد إيمان الأمة ازدادت علوًّا؛ لأنه رتَّب العلو على الإيمان، والمرتب على شيء يزيد بزيادته وينقص بنقصه، وهذه الآية قريب منها قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: ٣٣] ليظهره يعني: يبينه ويعليه، ومنه قولهم: (ظهر على الجبل) يعني علا عليه، ومنه ظَهْرُ الحيوان وهو أعلى الحيوان.

إذن {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: ٣٣] يعليه، فإذا أردت أن تعلو على البشر فخذ بهذا الدين؛ لأن هذا الدين لابد أن يكون هو الدين العالي على كل شيء.

* * *

• ثم قال تعالى مسليًا الصحابة رضي الله عنهم بقوله: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ١٤٠]:

إن يمسسكم (قَرحٌ) وفي قراءة (قُرْحٌ) في الموضعين {فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ} فقيل: معناهما واحد، وأن القَرْح والقُرْح

<<  <  ج: ص:  >  >>