للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبالحكم الذي يترتب على ذلك، وإذا كان لازمًا غير متعدٍ فإن الإيمان به يتضمن أمرين: الإيمان بأنه اسم من أسماء الله، والإيمان بما دلَّ عليه من الصفة.

* * *

• ثم قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: ١٣٠]:

تصدير الخطاب بالنداء يدل على الاهتمام به؛ لأن النداء يوجب يقظة المخاطب وانتباهه، والخطاب الذي يعتنى به يُسبق بما يفيد الانتباه والاستيقاظ، وتوجيهه إلى المؤمنين يدل على فوائد {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} أولًا: الإغراء والحث على ما تضمنه الخطاب؛ لأن مناداة هؤلاء باسم الإيمان يدل على أن ذلك من أجل أن يثير هممهم كما تقول للرجل تخاطبه: يا كريم أكرم ضيفك. فإنك إذا قلت: يا كريم فإن هذا من باب الإغراء والحث، يعني من أجل كرمك أكرم. وتقول: يا رجل اترك السفلة، أو يا حليم اترك السفه وما أشبه ذلك، فالمقصود بمثل هذا الإغراء والحث. ويفيد أيضًا أن الالتزام بما دلَّ عليه الخطاب من مقتضيات الإيمان, فمثلًا ترك أكل الربا من مقتضيات الإيمان؛ لأن الخطاب وُجِّه للمؤمنين، ويستفاد أمر ثالث وهو أن المخالفة في هذا منقصة للإيمان وسبب لنقصانه.

وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} تأتي هكذا مطلقة في القرآن الكريم لكن معناها مقيد بما يجب الإيمان به، قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: ١٧٧] وبيَّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الإيمان يتضمن الإيمان بستة أشياء: بالله،

<<  <  ج: ص:  >  >>