للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ}: هذا ذمّ للنار والعياذ بالله، وأنها بئس المهاد، يعني بئس ما يتمهد به الإنسان، كالذي يتمهد في فراشه، ويلتحف بلحافه، كما قال تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: ١٦]، وقال: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥)} [العنكبوت: ٥٥]، وقال: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [الأعراف: ٤١]، أي شيء يغشيهم ويغطيهم من العذاب، فهم في حال لا يمكن أن يتصورها الإنسان لعظمها ولشدتها، وهم خالدون فيها أبدًا.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبدٌ توجَّه إليه الأوامر؛ لقوله: {قُلْ} فهو عبدٌ لا يُعْبَد، ورسولٌ لا يُكَذَّب.

٢ - أهمية هذا الخبر الذي أمر الله نبيه أن يبلغه للكافرين.

٣ - تقوية المؤمنين حيث يقال لأعدائنا الكفار: ستغلبون في الدنيا، وليس لكم عاقبة في الآخرة، فإنكم ستحشرون إلى جهنم.

٤ - إرعاب الكفار وتحذيرهم؛ لقوله: {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}.

٥ - أن الله عزّ وَجَلَّ يجمع للكفار بين العقوبتين؛ عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة، أما عقوبة الدنيا ففي قوله: {سَتُغْلَبُونَ} حتَّى وإن بذلوا أموالًا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال: ٣٦]. وأما العقوبة الثانية فهي قوله: {وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ}. أما المؤمن فإن الله تعالى إذا عاقبه في

<<  <  ج: ص:  >  >>