للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ثم قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١١٣ - ١١٥]:

{لَيْسُوا} الضمير يعود على أهل الكتاب، {سَوَاءً} بمعنى مستوين أي ليسوا متساوين في هذه الأوصاف، بل منهم أمة قائمة يتلون آيات الله إلى آخره، ومنهم أمة فاسقة غير قائمة على أمر الله، {لَيْسُوا سَوَاءً} أي لا يستوون في المعصية والأحوال والأوصاف.

ثم بيَّن ذلك فقال: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}.

قوله: {أَهْلِ الْكِتَابِ} هم اليهود والنصارى كما مرَّ علينا كثيرًا، وأظهر هنا في موضع الإضمار إما لطول الفصل بين الظاهر الذي ترجع إليه الضمائر، وإما لاستئناف الجملة؛ لأن قوله: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} جملة مستأنفة.

{أُمَّةٌ} أي طائفة، {قَائِمَةٌ} أي ثابتة مستقيمة على أمر الله، فالقيام هنا بمعنى: الثبات والاستقامة على أمر الله، وليس المراد به القيام الذي هو ضد القعود؛ لأن المسلم قائم على أمر الله سواء كان جالسًا أو واقفا أو مضطجعًا.

قوله: {أُمَّةٌ} مبتدأ، ويجوز الابتداء بالنكرة إذا أفادت، وهي إذا تأخرت فهي مفيدة. لو قلت: في الدار رجلٌ، فهي مفيدة، وإذا قلت: رجلٌ كريم في الدار فهي أيضًا مفيدة، فإذا وُصفَت أو أُخّرت فهي مفيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>