كلمة {قَائِمَةٌ} صفة و {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} الجملة أيضًا صفة أخرى، ويجوز أن تكون حالًا لأن لدينا قاعدة نحوية وهي: أنه إذا وصفت النكرة جاز في الصفة الثانية أن تكون حالًا وأن تكون صفة، هذه القاعدة سواءً كانت الصفة الثانية جملة أم مفردًا، فإذا قلت: جاءني رجُل كريم راكبٌ. صحَّ لأنه وصف، وإذا قلت: جاءني رجل كريم راكبا. صحَّ أيضًا، هنا في الآية الكريمة {أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} و"أمة" نكرة، و"قائمة" صفة لها و"يتلون" يجوز أن تكون حالًا فتكون الجملة في موضع نصب على الحال، ويجوز أن تكون صفة.
{يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} التلاوة تارة يراد بها القراءة، وتارة يراد بها الاتباع، فإن صلح المقام للمعنيين جميعًا حُمل عليهما، وإن اختص بأحدهما اختص به، فإذا قلت: تلا عليَّ آية من القرآن، فالمراد القراءة. وإذا قلت: هذا الرجل يتلو آيات الله إخلاصًا وتعبدًا، فهذا يحتمل القراءة ويحتمل الاتباع، وإذا كان يحتمل المعنيين وهما لا يتنافيان حُمل عليهما. إذن قوله:{يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ} يشمل تلاوة اللفظ وتلاوة العمل بآيات الله.
وقوله:{آنَاءَ اللَّيْلِ} آناء بمعنى أوقات، ومنه النوء لوقت ظهور النجم أو للنجم، فـ {آنَاءَ} بمعنى أوقات، آناء الليل بمعنى أوقات الليل وساعاته.
{وَهُمْ يَسْجُدُونَ}:
هذه الجملة يجوز فيها وجهان: أن تكون استئنافية، وأن تكون حالية من الواو في قوله {يَتْلُونَ} أي يتلون آيات الله