للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالقومية والعروبة وما أشبه ذلك فإنها لن تنفعهم ولن تزيدهم إلا دمارًا كالذين يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقًا، لن تزيدهم إلا ذلًا إلا إذا رجعوا إلى دين الله الذي انتصروا به من قبل.

والقرآن أيضًا ذكر من جهة التذكير؛ لأن كل إنسان يقرأ القرآن بحضور قلب فلابد أن يتأثر به: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: ٣٧] لابد أن نتذكر به فهو موعظة عظيمة حتى لغير المؤمنين إذا سمعوه وهم يعرفون آياته أي: معانيها فسوف يتعظون به، وما وقع لبعض العرب في ذلك أمر مشهور في التاريخ، حتى إنه ذُكِر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قرأ عليهم: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: ١٣]، قالوا: أمسك. أو هم أمسكوا ووضعوا أيديهم على فمه من شدة ما يعلمون من هذه المعاني العظيمة.

وقوله: {الْحَكِيمِ}: يعني ذا الحكمة، فالقرآن كله حكمة، وهو فعيل بمعنى مُفعَل، وفعيل بمعنى فاعل، فهو فعيل بمعنى مُفعل أي: محكم متقن، وهو فعيل بمعنى فاعل أي: حاكم لأن القرآن بلا شك حاكم بين الناس: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: ١٠٥].

[من فوائد الآيات الكريمة]

من فوائد قوله عزّ وجل: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.

١ - أن أعداء الرسل يكيدون لهم ويمكرون لهم؛ لقوله: {وَمَكَرُوا} وننتقل من هذا إلى:

أ - أن أعداء الرسل أيضًا يمكرون لأتباع الرسل؛ لأن أعداء

<<  <  ج: ص:  >  >>