للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان أن التمني رأس مال المفاليس. يعني يكون الإنسان يتمنى بدون أن يفعل السبب، هذا خسران، وذلك رأس مال المفلس الذي لن يحصل له شيئًا؛ لقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.

٢ - أن الجنة لا تدرك بالتمني كما قال الحسن البصري رحمه الله: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي؛ ليس بالتمني بالقلب، ولا بالتحلي بالمظهر، وإنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال.

٣ - أن الجنة غالية رخيصة؛ غالية لكون ثمنها غاليًا؛ لأنه بذل النفوس في طاعة الله والجهاد لإعلاء كلمته، ورخيصة لأن هذا الأمر على من سهله الله له يسير جدًا، ولهذا تجد الموفق يسابق إلى أن يكون ممن يكتب اسمه في الجهاد حتى يخرج فيجاهد في سبيل الله.

٤ - أن الله سبحانه وتعالى يمتحن العبد بما يدل على صبره أو ضجره بقوله: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.

٥ - أن جزاء الله سواء كان عقوبة أو مثوبة لابد أن يسبقه ما يمتحن فيه العبد؛ لقوله {وَلَمَّا يَعْلَمِ} فلابد من امتحان أولًا لينظر.

٦ - أن علم الله عزّ وجل الأزلي لا يترتب عليه الثواب والعقاب، وإنما يترتب الثواب والعقاب على علم الله المقرون بالفعل، الذي يكون علمًا بالشيء بعد وجوده.

<<  <  ج: ص:  >  >>