للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {أَوْلِيَاءَهُ} أولياء الشيطان كل مجرم وفاسق وملحد وكافر، هؤلاء هم أولياء الشيطان، كما قال تعالى: {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: ١٩] فكل كافر ملحد فاجر فهو من أولياء الشيطان.

وقوله: {فَلَا تَخَافُوهُمْ} أي: لا يؤثر فيكم تخويفه فتخافوا منهم، فيؤثروا عليكم بهذا في ترك الجهاد. {وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}: فلا تتأثروا بهم وجاهدوا.

{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}: (إن) شرطية، ولعلماء العربية في مثل هذه الجملة وجهان:

الوجه الأول: أنها جملة شرطية لا تحتاج إلى جواب؛ لأنه مفهوم مما سبق، وهذا اختيار ابن القيم رحمه الله.

الوجه الثاني: أنها تحتاج إلى جواب، وأن جوابها محذوف معلوم مما سبق أي: فلا تخافوهم إن كنتم مؤمنين فلا تخافوهم.

[من فوائد الآية الكريمة]

١ - بيان شدة عداوة الشيطان لبني آدم حيث يرعبهم ويخوفهم بأوليائه.

٢ - أن الشيطان يدافع عن أوليائه بل يهاجم بهم؛ لقوله: {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: يخوفكم أولياءه.

٣ - أنه يجب على المؤمن أن لا يخاف من أولياء الشيطان؛ لقوله: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

فإن قال قائل: الخوف أمر طبيعي يعتري الإنسان عندما يرى ما يخافه أو يسمع به ولا يستطيع مدافعته، فالجواب عن ذلك أن يقال: بل يستطيع مدافعته بأن يشق طريقه الذي أوجب الله عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>